مجنون ليلى
فَـوَاللهِ ثَـمَّ وَاللهِ إِنِّـي لَـدائِـبٌ
أُفَكِّرُ مَا ذَنبِـي إِلَيـكِ فَأَعجَـبُ
وَوَاللهِ مَـا أَدرِي عَـلامَ هَجَرتِنِـي
وَأَيَّ أُمورِي فِيكِ يا لَيـلَ أَركَـبُ
أَأَقطَعُ حَبلَ الوَصلِ فَالمَـوتُ دُونَـهُ
أَمَ اشرَبُ كَأساً مِنكُمُ لَيسَ يُشـرَبُ
أَمَ اهرُبُ حَتَّى لا أَرَى لِي مُجـاوِراً
أَمَ افعَلُ مَـاذَا أَم أَبـوحُ فَأُغلَـبُ
فَأَيُّهُمـا يـا لَيـلَ مَـا تَفعَلينَـهُ
فَـأَوَّلُ مَهجـورٌ وَآخَـرُ مُعتَـبُ
فَلَو تَلتَقي أَرواحُنـا بَعـدَ مَوتِنـا
وَمِن دونِ رَمسَينا مِنَ الأَرضِ مَنكِبُ
لَظَلَّ صَدَى رَمسِي وَإِن كُنتُ رِمَّـةً
لِصَوتِ صَدَى لَيلَى يَهُشُّ وَيَطـرَبُ
وَلَو أَنَّ عَيناً طاوَعَتنِـيَ لَـم تَـزَل
تَرَقرَقُ دَمعاً أَو دَماً حينَ تَسكُـبُ
قيل في الغزل
أحمد شوقي
خَدَعُـوهَـا بِقَـوْلِهِـمْ حَسْنـاءُ
والغَـوَانِي يَـغُـرَّهُـنَّ الـثَّنَـاءُ
أَتُـرَاهَا تَنَـاسَـتِ اسْمِـيَ لَمَّـا
كَثُـرَتْ فِـي غَرامِهَـا الاسْمـاءُ
إنْ رَأتْنِي تَمِيـلُ عَنَّي ، كَأنْ لَـمْ
تَـكُ بَيْنِـي وَبَيْنِهَـا أشْـيــاءُ
نَظْـرَةٌ ، فَـابْتِسَـامَةٌ ، فَسَـلامُ
فَكَـلامٌ ، فَـمَـوْعِـدٌ ، فَلِقَـاءُ
يَوْمَ كُنَّا وَلا تَسَـلْ كَيْـفَ كُنَّـا
نَتَهَـادَى مِنَ الـهَوَى مَا نَشـاءُ
وَعَليْنَـا مِـنَ العَفَـافِ رَقِيْـبُ
تَعِبَـتْ فِـي مِـرَاسِـهِ الاهْـوَاءُ
جَاذَبَتْنـي ثَوبِي العَصـيِّ وقَالَـتْ
أَنْتُـم النَّـاسُ أَيُّـهَـا الشُّعَـرَاءُ
فَاتَّقـوا اللَّهَ فِي قُلـوبِ العَـذَارَى
فَالعَـذَارَى قُلُـوبُهُـنَّ هَــوَاءُ
قيل في الغزل
عنترة بن شداد
دُمُـوعٌ فِي الخُـدُودِ لَهَـا مَسِيـلُ
وَعَيـنٌ نَـوْمُهَـا أَبَـداً قَـلِيـلُ
وَصَـبٌّ لا يَـقِـرُّ لَـهُ قَــرَارٌ
وَلا يَسْلُـو وَلَـوْ طَـالَ الرَّحِيـلُ
فَكَـمْ أَبْـكِـي بِإبْـعَـادٍ وَبَيْـنٍ
وَتَشْجِينِـي المَنَـازِلُ وَالـطُّلُـولُ
وَكَـمْ أَبْكِـي عَلَى إلْفٍ شَجَـانِي
وَمَـا يُغَـنِّي البُـكَاءُ وَلا العَوِيـلُ
تَلاقَيْنَـا فَمَـا أَطْفَـى التَّـلاقِـي
لَـهِيبـاً لا وَلا بَـرَدَ الـغَلِيــلُ
طَلَبْتُ مِنَ الزَّمَـانِ صَفَـاءَ عَيْـشٍ
وَحَسْـبُكَ قَدْرُ مَا يُعْـطِي البَخِيـلُ
قيل في الغزل
يزيد بن معاوية
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي
نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِـهَا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ
كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِـهَا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً
تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ
مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ
مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا
مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى
من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ
إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرَ وَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا
مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه
تَأَمَّلُوا كَيْفَ فَعَـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى
بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ
فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ
وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً
مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ
حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ
فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا
فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي
حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ
قيل في الغزل
مجنون ليلى
يَميلُ بِيَ الهَـوَى فِي أَرضِ لَيلَـى
فَأَشكوهـا غَـرامِـي وَاِلتِهابِـي
وَأُمطِرُ فِي التُّرابِ سَحابَ جَفنِـي
وَقَلبِـي فِـي هُمـومٍ وَاكتِئـابِ
وَأَشكو لِلدِيـارِ عَظيـمَ وَجـدي
وَدَمعي فِـي انهِمـالٍ وَانسِيـابِ
أُكَلِّمُ صـورَةً فِي التُّـربِ مِنهـا
كَأَنَّ التُّـربَ مُستَمِـعٌ خِطابِـي
كَأَنِّـي عِندَهـا أَشكُـو إِلَيهـا
مُصابِي وَالحَديـثُ إِلَـى التُّـرابِ
فَلا شَخصٌ يَـرُدُّ جَـوابَ قَولِـي
وَلا العَتَّابُ يَرجِـعُ فِـي جَوابِـي
فَأَرجِـعُ خائِبـاً وَالدَّمـعُ مِنِّـي
هَتونٌ مِثلَ تِسكـابِ السَّحـابِ
عَلى أَنِّي بِهـا المَجنـونُ حَقّـاً
وَقَلبِي مِن هَواهـا فِـي عَـذابِ
قيل في الغزل
أحمد شوقي
اللهُ فِي الخَلقِ مِن صَبٍّ وَمِن عَانِـي
تَفنَى القُلوبُ وَيَبقَى قَلبُكِ الجانِـي
صُونِي جَمالَكِ عَنَّـا إِنَّنـا بَشَـرٌ
مِنَ التُّرَابِ وَهَذَا الحُسنُ روحَانِـي
أَو فَابتَغِـي فَلَكـاً تَأوينَـهُ مَلَكـاً
لَم يَتَّخِذ شَرَكاً فِي العَالَمِ الفَانِـي
يَنسابُ فِي النُّورِ مَشغُوفاً بِصورَتِـهِ
مُنَعَّماً فِي بَديعاتِ الحُلَـى هَانِـي
إِذا تَبَسَّمَ أَبـدَى الكَـونُ زِينَتَـهُ
وَإِن تَنَفَّسَ أَهدَى طِيبَ رَيـحَـانِ
وَأَشرِقي مِن سَماءِ العِـزِّ مُشرِقَـةً
بِمَنظَـرٍ ضاحِـكِ الـلألاءِ فَتَّـانِ
عَسَى تَكُفُّ دُموعٌ فِيـكِ هَامِيَـةٌ
لا تَطلُعُ الشَّمسُ وَالأَنداءُ فِـي آنِ
يَا مَن هَجَرتُ إِلَى الأَوطانِ رُؤيَتَـها
فَرُحتُ أَشوَقَ مُشتـاقٍ لأَوطـانِ
أَتَذكُرينَ حَنينِي فِي الزَّمـانِ لَهـا
وَسَكبِيَ الدَّمعَ مِن تَذكارِها قَانِـي
وَغَبطِيَ الطَيرَ أَلقـاهُ أَصيـحُ بِـهِ
لَيتَ الكَريمَ الَّذِي أَعطَاكِ أَعطَانِـي
قيل في الغزل
مجنون ليلى
مَا بَالُ قَلبِكَ يَا مَجنونُ قَـد خُلِعـا
فِي حُبِ مَن لا تَرَى فِي نَيلِهِ طَمَعـا
الحُبُّ وَالوُدُّ نِيطـا بِالفُـؤادِ لَهـا
فَأَصبَحا فِي فُـؤادِي ثابِتَيـنِ مَعـا
طُوبَى لِمَن أَنتِ فِي الدُّنيـا قَرينَتُـهُ
لَقَد نَفَى اللهُ عَنـهُ الهَـمَّ وَالجَزَعـا
بَل مَا قَرَأتُ كِتاباً مِنـكِ يَبلُغُنِـي
إِلاَّ تَرَقرَقَ مَـاءُ العَيـنِ أَو دَمَعـا
أَدعُو إِلَى هَجرِها قَلبِـي فَيَتبَعُنِـي
حَتَّى إِذَا قُلتُ هَذَا صَـادِقٌ نَزَعـا
لا أَستَطيعُ نُزوعـاً عَـن مَوَدَّتِهـا
وَيَصنَعُ الحُبُّ بِي فَوقَ الَّذِي صَنَعـا
كَم مِن دَنِيءٍ لَها قَد كُنـتُ أَتبَعُـهُ
وَلَو صَحا القَلبُ عَنها كَانَ لِي تَبَعـا
وَزادَنِي كَلَفاً فِي الحُبِّ أَن مُنِعَـت
أَحَبُّ شَيءٍ إِلَى الإِنسـانِ مَا مُنِعـا
اقرَ السَّلامَ عَلى لَيلَى وَحَـقَّ لَهـا
مِنِّي التَّحيَّةُ إِنَّ المَـوتَ قَـد نَزَعـا
أَماتَ أَم هُوَ حَيٌّ فِي البِـلادِ فَقَـد
قَلَّ العَزاءُ وَأَبدَى القَلـبُ مَا جَزِعـا
قيل في الغزل
بشارة الخوري
الصِّـبَا وَالجَمَـالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ
أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَـيْـكِ
نَصَـبَ الحُسْـنُ عَرْشَـهُ فَسَألنَـا
مَـنْ تُرَاهَـا لـهُ فَـدَلَّ عَلَيْـكِ
فَاسْكُبِي روحَـكِ الحَنـونَ عَلَيْـهِ
كَانْسِكَابِ السَمَاءِ فِـي عَيْنَيْـكِ
كُلَّمَـا نَافَـسَ الصِّـبَا بِجَمَـالٍ
عَبْقَـريِّ السَّـنَا نَمَّـاهُ إلَـيْـكِ
مَـا تَغَنّـى الهـزارُ إلاّ لِيُلْـقِـي
زَفـرَاتِ الغَـرَامِ فِـي أُذُنَـيْـكِ
سَكِرَ الـرَّوضُ سَكْـرَةً صَرَعَتْـهُ
عِنْدَ مَجْرَى العَبِيـر مِنْ نَهدَيْـكِ
قَتَلَ الوَرْدُ نَفْسَـهُ حَسَـداً مِنْـكِ
وَألْـقَـى دِمَـاهُ فِـي وَجْنَتَيْـكِ
وَالفَرَاشَـاتُ مَلَّـتِ الزَّهـرُ لَمَّـا
حَدَّثَتْهَا الأنْسَـامُ عَـنْ شَفَتَيْـكِ
رَفَعُـوا مِنْـكِ للجَـمَـالِ إلَهـاً
وَانْحَنَوْا سُجَّـداً عَلَـى قَدَمَيْـكِ
قيل في الغزل
فَـوَاللهِ ثَـمَّ وَاللهِ إِنِّـي لَـدائِـبٌ
أُفَكِّرُ مَا ذَنبِـي إِلَيـكِ فَأَعجَـبُ
وَوَاللهِ مَـا أَدرِي عَـلامَ هَجَرتِنِـي
وَأَيَّ أُمورِي فِيكِ يا لَيـلَ أَركَـبُ
أَأَقطَعُ حَبلَ الوَصلِ فَالمَـوتُ دُونَـهُ
أَمَ اشرَبُ كَأساً مِنكُمُ لَيسَ يُشـرَبُ
أَمَ اهرُبُ حَتَّى لا أَرَى لِي مُجـاوِراً
أَمَ افعَلُ مَـاذَا أَم أَبـوحُ فَأُغلَـبُ
فَأَيُّهُمـا يـا لَيـلَ مَـا تَفعَلينَـهُ
فَـأَوَّلُ مَهجـورٌ وَآخَـرُ مُعتَـبُ
فَلَو تَلتَقي أَرواحُنـا بَعـدَ مَوتِنـا
وَمِن دونِ رَمسَينا مِنَ الأَرضِ مَنكِبُ
لَظَلَّ صَدَى رَمسِي وَإِن كُنتُ رِمَّـةً
لِصَوتِ صَدَى لَيلَى يَهُشُّ وَيَطـرَبُ
وَلَو أَنَّ عَيناً طاوَعَتنِـيَ لَـم تَـزَل
تَرَقرَقُ دَمعاً أَو دَماً حينَ تَسكُـبُ
قيل في الغزل
أحمد شوقي
خَدَعُـوهَـا بِقَـوْلِهِـمْ حَسْنـاءُ
والغَـوَانِي يَـغُـرَّهُـنَّ الـثَّنَـاءُ
أَتُـرَاهَا تَنَـاسَـتِ اسْمِـيَ لَمَّـا
كَثُـرَتْ فِـي غَرامِهَـا الاسْمـاءُ
إنْ رَأتْنِي تَمِيـلُ عَنَّي ، كَأنْ لَـمْ
تَـكُ بَيْنِـي وَبَيْنِهَـا أشْـيــاءُ
نَظْـرَةٌ ، فَـابْتِسَـامَةٌ ، فَسَـلامُ
فَكَـلامٌ ، فَـمَـوْعِـدٌ ، فَلِقَـاءُ
يَوْمَ كُنَّا وَلا تَسَـلْ كَيْـفَ كُنَّـا
نَتَهَـادَى مِنَ الـهَوَى مَا نَشـاءُ
وَعَليْنَـا مِـنَ العَفَـافِ رَقِيْـبُ
تَعِبَـتْ فِـي مِـرَاسِـهِ الاهْـوَاءُ
جَاذَبَتْنـي ثَوبِي العَصـيِّ وقَالَـتْ
أَنْتُـم النَّـاسُ أَيُّـهَـا الشُّعَـرَاءُ
فَاتَّقـوا اللَّهَ فِي قُلـوبِ العَـذَارَى
فَالعَـذَارَى قُلُـوبُهُـنَّ هَــوَاءُ
قيل في الغزل
عنترة بن شداد
دُمُـوعٌ فِي الخُـدُودِ لَهَـا مَسِيـلُ
وَعَيـنٌ نَـوْمُهَـا أَبَـداً قَـلِيـلُ
وَصَـبٌّ لا يَـقِـرُّ لَـهُ قَــرَارٌ
وَلا يَسْلُـو وَلَـوْ طَـالَ الرَّحِيـلُ
فَكَـمْ أَبْـكِـي بِإبْـعَـادٍ وَبَيْـنٍ
وَتَشْجِينِـي المَنَـازِلُ وَالـطُّلُـولُ
وَكَـمْ أَبْكِـي عَلَى إلْفٍ شَجَـانِي
وَمَـا يُغَـنِّي البُـكَاءُ وَلا العَوِيـلُ
تَلاقَيْنَـا فَمَـا أَطْفَـى التَّـلاقِـي
لَـهِيبـاً لا وَلا بَـرَدَ الـغَلِيــلُ
طَلَبْتُ مِنَ الزَّمَـانِ صَفَـاءَ عَيْـشٍ
وَحَسْـبُكَ قَدْرُ مَا يُعْـطِي البَخِيـلُ
قيل في الغزل
يزيد بن معاوية
نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي
نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِـهَا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ
كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِـهَا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً
تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ
مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ
أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ
مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ
سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا
مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ
فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى
من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ
فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ
إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرَ وَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا
مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه
تَأَمَّلُوا كَيْفَ فَعَـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى
بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ
فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ
وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً
مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ
وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ
حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ
فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا
فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي
حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ
قيل في الغزل
مجنون ليلى
يَميلُ بِيَ الهَـوَى فِي أَرضِ لَيلَـى
فَأَشكوهـا غَـرامِـي وَاِلتِهابِـي
وَأُمطِرُ فِي التُّرابِ سَحابَ جَفنِـي
وَقَلبِـي فِـي هُمـومٍ وَاكتِئـابِ
وَأَشكو لِلدِيـارِ عَظيـمَ وَجـدي
وَدَمعي فِـي انهِمـالٍ وَانسِيـابِ
أُكَلِّمُ صـورَةً فِي التُّـربِ مِنهـا
كَأَنَّ التُّـربَ مُستَمِـعٌ خِطابِـي
كَأَنِّـي عِندَهـا أَشكُـو إِلَيهـا
مُصابِي وَالحَديـثُ إِلَـى التُّـرابِ
فَلا شَخصٌ يَـرُدُّ جَـوابَ قَولِـي
وَلا العَتَّابُ يَرجِـعُ فِـي جَوابِـي
فَأَرجِـعُ خائِبـاً وَالدَّمـعُ مِنِّـي
هَتونٌ مِثلَ تِسكـابِ السَّحـابِ
عَلى أَنِّي بِهـا المَجنـونُ حَقّـاً
وَقَلبِي مِن هَواهـا فِـي عَـذابِ
قيل في الغزل
أحمد شوقي
اللهُ فِي الخَلقِ مِن صَبٍّ وَمِن عَانِـي
تَفنَى القُلوبُ وَيَبقَى قَلبُكِ الجانِـي
صُونِي جَمالَكِ عَنَّـا إِنَّنـا بَشَـرٌ
مِنَ التُّرَابِ وَهَذَا الحُسنُ روحَانِـي
أَو فَابتَغِـي فَلَكـاً تَأوينَـهُ مَلَكـاً
لَم يَتَّخِذ شَرَكاً فِي العَالَمِ الفَانِـي
يَنسابُ فِي النُّورِ مَشغُوفاً بِصورَتِـهِ
مُنَعَّماً فِي بَديعاتِ الحُلَـى هَانِـي
إِذا تَبَسَّمَ أَبـدَى الكَـونُ زِينَتَـهُ
وَإِن تَنَفَّسَ أَهدَى طِيبَ رَيـحَـانِ
وَأَشرِقي مِن سَماءِ العِـزِّ مُشرِقَـةً
بِمَنظَـرٍ ضاحِـكِ الـلألاءِ فَتَّـانِ
عَسَى تَكُفُّ دُموعٌ فِيـكِ هَامِيَـةٌ
لا تَطلُعُ الشَّمسُ وَالأَنداءُ فِـي آنِ
يَا مَن هَجَرتُ إِلَى الأَوطانِ رُؤيَتَـها
فَرُحتُ أَشوَقَ مُشتـاقٍ لأَوطـانِ
أَتَذكُرينَ حَنينِي فِي الزَّمـانِ لَهـا
وَسَكبِيَ الدَّمعَ مِن تَذكارِها قَانِـي
وَغَبطِيَ الطَيرَ أَلقـاهُ أَصيـحُ بِـهِ
لَيتَ الكَريمَ الَّذِي أَعطَاكِ أَعطَانِـي
قيل في الغزل
مجنون ليلى
مَا بَالُ قَلبِكَ يَا مَجنونُ قَـد خُلِعـا
فِي حُبِ مَن لا تَرَى فِي نَيلِهِ طَمَعـا
الحُبُّ وَالوُدُّ نِيطـا بِالفُـؤادِ لَهـا
فَأَصبَحا فِي فُـؤادِي ثابِتَيـنِ مَعـا
طُوبَى لِمَن أَنتِ فِي الدُّنيـا قَرينَتُـهُ
لَقَد نَفَى اللهُ عَنـهُ الهَـمَّ وَالجَزَعـا
بَل مَا قَرَأتُ كِتاباً مِنـكِ يَبلُغُنِـي
إِلاَّ تَرَقرَقَ مَـاءُ العَيـنِ أَو دَمَعـا
أَدعُو إِلَى هَجرِها قَلبِـي فَيَتبَعُنِـي
حَتَّى إِذَا قُلتُ هَذَا صَـادِقٌ نَزَعـا
لا أَستَطيعُ نُزوعـاً عَـن مَوَدَّتِهـا
وَيَصنَعُ الحُبُّ بِي فَوقَ الَّذِي صَنَعـا
كَم مِن دَنِيءٍ لَها قَد كُنـتُ أَتبَعُـهُ
وَلَو صَحا القَلبُ عَنها كَانَ لِي تَبَعـا
وَزادَنِي كَلَفاً فِي الحُبِّ أَن مُنِعَـت
أَحَبُّ شَيءٍ إِلَى الإِنسـانِ مَا مُنِعـا
اقرَ السَّلامَ عَلى لَيلَى وَحَـقَّ لَهـا
مِنِّي التَّحيَّةُ إِنَّ المَـوتَ قَـد نَزَعـا
أَماتَ أَم هُوَ حَيٌّ فِي البِـلادِ فَقَـد
قَلَّ العَزاءُ وَأَبدَى القَلـبُ مَا جَزِعـا
قيل في الغزل
بشارة الخوري
الصِّـبَا وَالجَمَـالُ مُـلْكُ يَدَيْـكِ
أيُّ تَـاجٍ أعَـزُّ مِـنْ تَاجَـيْـكِ
نَصَـبَ الحُسْـنُ عَرْشَـهُ فَسَألنَـا
مَـنْ تُرَاهَـا لـهُ فَـدَلَّ عَلَيْـكِ
فَاسْكُبِي روحَـكِ الحَنـونَ عَلَيْـهِ
كَانْسِكَابِ السَمَاءِ فِـي عَيْنَيْـكِ
كُلَّمَـا نَافَـسَ الصِّـبَا بِجَمَـالٍ
عَبْقَـريِّ السَّـنَا نَمَّـاهُ إلَـيْـكِ
مَـا تَغَنّـى الهـزارُ إلاّ لِيُلْـقِـي
زَفـرَاتِ الغَـرَامِ فِـي أُذُنَـيْـكِ
سَكِرَ الـرَّوضُ سَكْـرَةً صَرَعَتْـهُ
عِنْدَ مَجْرَى العَبِيـر مِنْ نَهدَيْـكِ
قَتَلَ الوَرْدُ نَفْسَـهُ حَسَـداً مِنْـكِ
وَألْـقَـى دِمَـاهُ فِـي وَجْنَتَيْـكِ
وَالفَرَاشَـاتُ مَلَّـتِ الزَّهـرُ لَمَّـا
حَدَّثَتْهَا الأنْسَـامُ عَـنْ شَفَتَيْـكِ
رَفَعُـوا مِنْـكِ للجَـمَـالِ إلَهـاً
وَانْحَنَوْا سُجَّـداً عَلَـى قَدَمَيْـكِ
قيل في الغزل
31/05/14, 12:07 am من طرف hammoksha99
» ملف توسيع مدينة الاهرامات لأخر حد من غير جواهر
12/10/13, 12:24 am من طرف samerwafa
» انجاز مهمة العجائب بسعر منخفض
09/10/13, 04:38 am من طرف samerwafa
» تسريع بناء الهرم في مدينة الاهرامات
09/10/13, 04:35 am من طرف samerwafa
» برنامج Fidler اللي تحتاجة باختراق مدينة الاهرامات
20/02/13, 10:22 am من طرف هشـــــــــــــام
» حصرياً ارسال اي شيء بالمخزن بدون استثناء
25/10/12, 05:19 pm من طرف hالسيد مرسى
» ممكن ترحيب
12/08/12, 03:12 pm من طرف عاشق الرافدين
» اني مشتركة جديدة واريد ترحيب حار منكم
09/07/12, 10:47 pm من طرف غـروك وغــيروك
» برنامج لفصل صوت المغني عن اللحن
14/03/12, 02:33 am من طرف غـروك وغــيروك