هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي
ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م
من شعراء العصر العباسي
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيـشَ هَمّـهُ
وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضـارمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عنـدَ نفسِـه
وَذلـكَ مـا لا تَدّعيـهِ الضّرَاغِـمُ
يُفَدّي أتَمُّ الطّيـرِ عُمْـراً سِلاحَـهُ
نُسُورُ الفَـلا أحداثُهـا وَالقَشاعِـمُ
وَما ضَرّها خَلْـقٌ بغَيـرِ مَخالِـبٍ
وَقَـدْ خُلِقَـتْ أسيافُـهُ وَالقَوائِـمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعـرِفُ لوْنَهـا
وَتَعْلَـمُ أيُّ السّـاقِيَيْـنِ الغَمَائِـمُ
سَقَتْها الغَمَـامُ الغُـرُّ قَبْـلَ نُزُولِـهِ
فَلَمّا دَنَا مِنـها سَقَتـها الجَماجِـمُ
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَـا يَقْـرَعُ القَنَـا
وَمَـوْجُ المَنَايَـا حَوْلَهـا مُتَلاطِـمُ
وَكانَ بِهَا مثْلُ الجُنُـونِ فأصْبَحَـتْ
وَمِنْ جُثَثِ القَتْلـى عَلَيْـها تَمائِـمُ
طَـريـدَةُ دَهْـرٍ ساقَهـا فَرَدَدْتَهَـا
على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْـرُ رَاغِـمُ
تُفيتُ اللّيالـي كُلَّ شـيءٍ أخَذْتَـهُ
وَهُنّ لِمَـا يأخُـذْنَ منـكَ غَـوَارِمُ
إذا كانَ ما تَنْوِيـهِ فِعْـلاً مُضارِعـاً
مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيـهِ الجَـوازِمُ
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَهـا
وَذا الطّعْنُ آسـاسٌ لـهَا وَدَعائِـمُ
وَقَد حاكَمُوهَـا وَالمَنَايَـا حَوَاكِـمٌ
فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عـاشَ ظالِـمُ
أتَـوْكَ يَجُـرّونَ الحَديـدَ كَأنّمَـا
سَـرَوْا بِجِيَـادٍ مـا لَهُـنّ قَوَائِـمُ
إذا بَرَقُوا لَمْ تُعْرَفِ البِيـضُ منهُـمُ
ثِيـابُهُـمُ مـن مِثْلِـها وَالعَمَائِـمُ
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُـهُ
وَفِـي أُذُنِ الجَـوْزَاءِ منـهُ زَمَـازِمُ
تَجَمّـعَ فيـهِ كـلُّ لِسْـنٍ وَأُمّـةٍ
فَمَا يُفْهِـمُ الحُـدّاثَ إلاّ الترَاجِـمُ
فَلِلّـهِ وَقْـتٌ ذَوّبَ الغِـشَّ نَـارُهُ
فَلَـمْ يَبْـقَ إلاّ صَـارِمٌ أوْ ضُبـارِمُ
تَقَطّعَ ما لا يَقْطَـعُ الـدّرْعَ وَالقَنَـا
وَفَـرّ منَ الفُرْسـانِ مَنْ لا يُصـادِمُ
وَقَفْتَ وَما فِي المَوْتِ شكٌّ لوَاقِـفٍ
كأنّكَ فِي جَفنِ الـرّدَى وهْوَ نائِـمُ
تَمُرّ بكَ الأبطـالُ كَلْمَـى هَزيـمَةً
وَوَجْهُكَ وَضّـاحٌ وَثَغْـرُكَ باسِـمُ
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَـةِ والنُّهَـى
إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنـتَ بالغَيْـبِ عالِـمُ
ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً
تَمُوتُ الخَوَافـي تحتَـها وَالقَـوَادِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِـبٌ
وَصَارَ إلى اللّبّـاتِ وَالنّصـرُ قَـادِمُ
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّـاتِ حتَّى طَرَحتَـها
وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمـحِ شاتِـمُ
وَمَنْ طَلَبَ الفَتْـحَ الجَليـلَ فإنّمَـا
مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفـافُ الصّـوَارِمُ
نَثَرْتَهُـمُ فَـوْقَ الأُحَيْـدِبِ كُلّـهِ
كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَـرُوسِ الدّراهـمُ
تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى
وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكـورِ المَطاعِـمُ
تَظُنّ فِـراخُ الفُتْـخِ أنّـكَ زُرْتَهَـا
بأُمّاتِهـا وَهْـيَ العِتـاقُ الصّـلادِمُ
إذا زَلِـقَـتْ مَشّيْتَـها ببُطـونِهَـا
كمَا تَتَمَشّـى فِي الصّعيـدِ الأراقِـمُ
أَفِي كُلّ يَـوْمٍ ذا الدُّمُسْتُـقُ مُقـدِمٌ
قَفَاهُ علـى الإقْـدامِ للوَجْـهِ لائِـمُ
أيُنكِـرُ رِيحَ اللّيـثِ حتَّـى يَذُوقَـهُ
وَقد عَرَفـتْ ريحَ اللّيـوثِ البَهَائِـمُ
وَقد فَجَعَتْـهُ بابْنِـهِ وَابـنِ صِهْـرِهِ
وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميـرِ الغَوَاشِـمُ
مضَى يَشكُرُ الأصْحَـابَ فِي فوْتـه
الظُّبَى لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِـمُ
وَيَفْهَـمُ صَـوْتَ المَشرَفِيّـةِ فيهِـمِ
على أنّ أصْواتَ السّيـوفِ أعَاجِـمُ
يُسَرّ بِمَا أعْطـاكَ لا عَـنْ جَهَالَـةٍ
وَلكِنّ مَغْنُومـاً نَجَـا منـكَ غانِـمُ
وَلَسْـتَ مَليكـاً هازِمـاً لِنَظِيـرِهِ
وَلَكِنّكَ التّوْحيـدُ للشّـرْكِ هَـازِمُ
تَشَـرّفُ عَـدْنـانٌ بـهِ لا رَبيعَـةٌ
وَتَفْتَخِـرُ الدّنْيـا بـهِ لا العَوَاصِـمُ
لَكَ الحَمدُ فِي الدُّرّ الـذي ليَ لَفظُـهُ
فـإنّـكَ مُعْطيـهِ وَإنّـيَ نَـاظِـمُ
وَإنّي لَتَعْـدو بي عَطَايَاكَ فِي الوَغَـى
فَـلا أنَا مَذْمُـومٌ وَلا أنْـتَ نَـادِمُ
عَلـى كُـلّ طَيّـارٍ إلَيْـهَا برِجْلِـهِ
إذا وَقَعَـتْ فِي مِسْمَعَيْـهِ الغَمَاغِـمُ
ألا أيّها السّيـفُ الذي لَيسَ مُغمَـداً
وَلا فيهِ مُرْتـابٌ وَلا منْـهُ عَاصِـمُ
هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْـدِ وَالعُلَـى
وَرَاجِيـكَ وَالإسْـلامِ أنّكَ سالِـمُ
وَلِمْ لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقـى
وَتَفْليقُـهُ هَـامَ العِـدَى بكَ دائِـمُ
ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م
من شعراء العصر العباسي
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيـشَ هَمّـهُ
وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضـارمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عنـدَ نفسِـه
وَذلـكَ مـا لا تَدّعيـهِ الضّرَاغِـمُ
يُفَدّي أتَمُّ الطّيـرِ عُمْـراً سِلاحَـهُ
نُسُورُ الفَـلا أحداثُهـا وَالقَشاعِـمُ
وَما ضَرّها خَلْـقٌ بغَيـرِ مَخالِـبٍ
وَقَـدْ خُلِقَـتْ أسيافُـهُ وَالقَوائِـمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعـرِفُ لوْنَهـا
وَتَعْلَـمُ أيُّ السّـاقِيَيْـنِ الغَمَائِـمُ
سَقَتْها الغَمَـامُ الغُـرُّ قَبْـلَ نُزُولِـهِ
فَلَمّا دَنَا مِنـها سَقَتـها الجَماجِـمُ
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَـا يَقْـرَعُ القَنَـا
وَمَـوْجُ المَنَايَـا حَوْلَهـا مُتَلاطِـمُ
وَكانَ بِهَا مثْلُ الجُنُـونِ فأصْبَحَـتْ
وَمِنْ جُثَثِ القَتْلـى عَلَيْـها تَمائِـمُ
طَـريـدَةُ دَهْـرٍ ساقَهـا فَرَدَدْتَهَـا
على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْـرُ رَاغِـمُ
تُفيتُ اللّيالـي كُلَّ شـيءٍ أخَذْتَـهُ
وَهُنّ لِمَـا يأخُـذْنَ منـكَ غَـوَارِمُ
إذا كانَ ما تَنْوِيـهِ فِعْـلاً مُضارِعـاً
مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيـهِ الجَـوازِمُ
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَهـا
وَذا الطّعْنُ آسـاسٌ لـهَا وَدَعائِـمُ
وَقَد حاكَمُوهَـا وَالمَنَايَـا حَوَاكِـمٌ
فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عـاشَ ظالِـمُ
أتَـوْكَ يَجُـرّونَ الحَديـدَ كَأنّمَـا
سَـرَوْا بِجِيَـادٍ مـا لَهُـنّ قَوَائِـمُ
إذا بَرَقُوا لَمْ تُعْرَفِ البِيـضُ منهُـمُ
ثِيـابُهُـمُ مـن مِثْلِـها وَالعَمَائِـمُ
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُـهُ
وَفِـي أُذُنِ الجَـوْزَاءِ منـهُ زَمَـازِمُ
تَجَمّـعَ فيـهِ كـلُّ لِسْـنٍ وَأُمّـةٍ
فَمَا يُفْهِـمُ الحُـدّاثَ إلاّ الترَاجِـمُ
فَلِلّـهِ وَقْـتٌ ذَوّبَ الغِـشَّ نَـارُهُ
فَلَـمْ يَبْـقَ إلاّ صَـارِمٌ أوْ ضُبـارِمُ
تَقَطّعَ ما لا يَقْطَـعُ الـدّرْعَ وَالقَنَـا
وَفَـرّ منَ الفُرْسـانِ مَنْ لا يُصـادِمُ
وَقَفْتَ وَما فِي المَوْتِ شكٌّ لوَاقِـفٍ
كأنّكَ فِي جَفنِ الـرّدَى وهْوَ نائِـمُ
تَمُرّ بكَ الأبطـالُ كَلْمَـى هَزيـمَةً
وَوَجْهُكَ وَضّـاحٌ وَثَغْـرُكَ باسِـمُ
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَـةِ والنُّهَـى
إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنـتَ بالغَيْـبِ عالِـمُ
ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً
تَمُوتُ الخَوَافـي تحتَـها وَالقَـوَادِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِـبٌ
وَصَارَ إلى اللّبّـاتِ وَالنّصـرُ قَـادِمُ
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّـاتِ حتَّى طَرَحتَـها
وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمـحِ شاتِـمُ
وَمَنْ طَلَبَ الفَتْـحَ الجَليـلَ فإنّمَـا
مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفـافُ الصّـوَارِمُ
نَثَرْتَهُـمُ فَـوْقَ الأُحَيْـدِبِ كُلّـهِ
كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَـرُوسِ الدّراهـمُ
تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى
وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكـورِ المَطاعِـمُ
تَظُنّ فِـراخُ الفُتْـخِ أنّـكَ زُرْتَهَـا
بأُمّاتِهـا وَهْـيَ العِتـاقُ الصّـلادِمُ
إذا زَلِـقَـتْ مَشّيْتَـها ببُطـونِهَـا
كمَا تَتَمَشّـى فِي الصّعيـدِ الأراقِـمُ
أَفِي كُلّ يَـوْمٍ ذا الدُّمُسْتُـقُ مُقـدِمٌ
قَفَاهُ علـى الإقْـدامِ للوَجْـهِ لائِـمُ
أيُنكِـرُ رِيحَ اللّيـثِ حتَّـى يَذُوقَـهُ
وَقد عَرَفـتْ ريحَ اللّيـوثِ البَهَائِـمُ
وَقد فَجَعَتْـهُ بابْنِـهِ وَابـنِ صِهْـرِهِ
وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميـرِ الغَوَاشِـمُ
مضَى يَشكُرُ الأصْحَـابَ فِي فوْتـه
الظُّبَى لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِـمُ
وَيَفْهَـمُ صَـوْتَ المَشرَفِيّـةِ فيهِـمِ
على أنّ أصْواتَ السّيـوفِ أعَاجِـمُ
يُسَرّ بِمَا أعْطـاكَ لا عَـنْ جَهَالَـةٍ
وَلكِنّ مَغْنُومـاً نَجَـا منـكَ غانِـمُ
وَلَسْـتَ مَليكـاً هازِمـاً لِنَظِيـرِهِ
وَلَكِنّكَ التّوْحيـدُ للشّـرْكِ هَـازِمُ
تَشَـرّفُ عَـدْنـانٌ بـهِ لا رَبيعَـةٌ
وَتَفْتَخِـرُ الدّنْيـا بـهِ لا العَوَاصِـمُ
لَكَ الحَمدُ فِي الدُّرّ الـذي ليَ لَفظُـهُ
فـإنّـكَ مُعْطيـهِ وَإنّـيَ نَـاظِـمُ
وَإنّي لَتَعْـدو بي عَطَايَاكَ فِي الوَغَـى
فَـلا أنَا مَذْمُـومٌ وَلا أنْـتَ نَـادِمُ
عَلـى كُـلّ طَيّـارٍ إلَيْـهَا برِجْلِـهِ
إذا وَقَعَـتْ فِي مِسْمَعَيْـهِ الغَمَاغِـمُ
ألا أيّها السّيـفُ الذي لَيسَ مُغمَـداً
وَلا فيهِ مُرْتـابٌ وَلا منْـهُ عَاصِـمُ
هَنيئاً لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْـدِ وَالعُلَـى
وَرَاجِيـكَ وَالإسْـلامِ أنّكَ سالِـمُ
وَلِمْ لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقـى
وَتَفْليقُـهُ هَـامَ العِـدَى بكَ دائِـمُ
31/05/14, 12:07 am من طرف hammoksha99
» ملف توسيع مدينة الاهرامات لأخر حد من غير جواهر
12/10/13, 12:24 am من طرف samerwafa
» انجاز مهمة العجائب بسعر منخفض
09/10/13, 04:38 am من طرف samerwafa
» تسريع بناء الهرم في مدينة الاهرامات
09/10/13, 04:35 am من طرف samerwafa
» برنامج Fidler اللي تحتاجة باختراق مدينة الاهرامات
20/02/13, 10:22 am من طرف هشـــــــــــــام
» حصرياً ارسال اي شيء بالمخزن بدون استثناء
25/10/12, 05:19 pm من طرف hالسيد مرسى
» ممكن ترحيب
12/08/12, 03:12 pm من طرف عاشق الرافدين
» اني مشتركة جديدة واريد ترحيب حار منكم
09/07/12, 10:47 pm من طرف غـروك وغــيروك
» برنامج لفصل صوت المغني عن اللحن
14/03/12, 02:33 am من طرف غـروك وغــيروك